🌿 جهود المملكة في حماية الغطاء النباتي ومكافحة الاحتطاب العشوائي
تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا بيئيًا شاملًا في إطار رؤيتها الطموحة رؤية 2030، التي تهدف إلى تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. ومن أهم أولويات هذا التحول حماية الغطاء النباتي الطبيعي من التدهور الناتج عن الاحتطاب العشوائي والرعي الجائر والتوسع العمراني، لما لذلك من أثر مباشر على جودة الهواء، واستدامة الحياة البرية، والتنوع الحيوي.
تحتوي أراضي المملكة على ما يزيد عن 120 نوعًا من الأشجار، يتركز نحو 80% منها في المناطق الجنوبية ذات المناخ المعتدل والتربة الغنية. غير أن ممارسات الاحتطاب غير المنظم خلال العقود الماضية أدت إلى تدهور مساحات شاسعة من الأشجار المعمرة مثل السمر والغضا والأرطى، حيث تُقدر المساحات المتضررة سنويًا بآلاف الهكتارات.
ولمواجهة هذا التحدي البيئي، أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وبدعم من القوات الخاصة للأمن البيئي، سلسلة من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى حماية البيئة وتنمية الغابات والمراعي الطبيعية في مختلف مناطق المملكة.
🔹 أبرز المبادرات والجهود الميدانية:
- منع بيع الحطب والفحم المحلي، وتشجيع استخدام البدائل المستوردة المعتمدة رسميًا للحد من قطع الأشجار البرية.
- تطبيق نظام البيئة الجديد لعام 1441هـ، الذي يحظر قطع الأشجار أو نقلها أو الاتجار بها دون ترخيص مسبق.
- استخدام طائرات بدون طيار (درونز) لمراقبة المناطق المفتوحة ورصد المخالفات البيئية في الوقت الفعلي.
- إطلاق حملات تشجير وطنية مثل مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار خلال العقود القادمة.
- تنفيذ برامج تطوعية للغرس ورفع الوعي البيئي في المدارس والمجتمعات المحلية.
- فرض عقوبات وغرامات صارمة تصل إلى السجن أو غرامات مالية قد تبلغ 30 مليون ريال للمخالفين.
🔹 البعد البيئي والاقتصادي:
تهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق استدامة الغطاء النباتي ودعم الاقتصاد الأخضر. فالغطاء النباتي الطبيعي يعد ثروة اقتصادية وبيئية في آن واحد، إذ يسهم في تقليل العواصف الترابية وحماية التربة من الانجراف، ويُعيد تغذية المياه الجوفية عبر تثبيت التربة والحد من التصحر. كما تسهم عمليات التشجير في امتصاص الكربون وتحسين جودة الهواء.
من الناحية الاقتصادية، توفر إجراءات الاستيراد والتشجيع على استخدام الفحم والحطب المستوردين فرصًا استثمارية كبيرة للقطاع الخاص وتجّار البيئة، مع خلق سوق منظمة تدعم الاستدامة وتحد من العشوائية في البيع والنقل والتخزين.
🔹 الرؤية المستقبلية:
تسعى المملكة من خلال برامجها البيئية إلى إعادة تأهيل المناطق المتدهورة وزيادة المساحات الخضراء، وتنفيذ مشاريع تشجير ضخمة تواكب أهداف رؤية 2030. الهدف هو خلق توازن دائم بين الاستخدام الاقتصادي للخشب والحطب وبين الحفاظ على البيئة كنظام حي متكامل.
وبذلك تتحول ثقافة الاحتطاب من ممارسة عشوائية إلى نشاط منظم يخضع للرقابة والتصاريح البيئية، ويعزز الوعي المجتمعي بأن البيئة ثروة وطنية تحتاج إلى رعاية دائمة.
🌿 Saudi Efforts in Protecting Vegetation and Combating Illegal Logging
Saudi Arabia is undergoing an environmental transformation as part of Vision 2030, aiming to balance economic growth with the preservation of nature. Protecting vegetation and fighting illegal firewood collection are key national goals to ensure a sustainable future.
The Kingdom hosts more than 120 tree species, most of them in the south. However, uncontrolled logging and grazing have caused the loss of thousands of hectares of natural trees such as Acacia and Arta. To address this, the Ministry of Environment, Water and Agriculture, the National Center for Vegetation Development, and the Special Forces for Environmental Security have launched several national initiatives to restore ecosystems and combat desertification.
- Ban on local firewood and charcoal sales and promotion of sustainable imports.
- Implementation of the Environmental Law (2020) prohibiting tree cutting without a license.
- Use of drones to monitor violations and track environmental damage in real time.
- National tree planting campaigns as part of the Saudi Green Initiative.
- Public participation programs to raise environmental awareness and volunteering for tree planting.
These efforts reflect Saudi Arabia’s long-term commitment to a greener future—restoring natural vegetation, improving air quality, and building a sustainable environment that supports both nature and economic growth.
